أعلن معالي وزير التنمية الحيوانية، السيد لمرابط ولد بناهي، خلال إشرافه على إطلاق الأيام المفتوحة حول الثروة الحيوانية في بلادنا اليوم الثلاثاء عن إطلاق مشروع المنمي الذي يهدف إلى منح قروض ميسرة للمشاريع الرائدة في مجال الثروة الحيوانية، وذلك بغلاف مالي يصل إلى ثلاث مليارات أوقية قديمة، مقدمة من طرف القطاع الخاص.
وجرى إعلان برنامج مشروع المنمي في عرض فيديو جاء فيه أن الملفات المقدمة للتمويل تقدم من تاريخ 30 ابريل وحتى 30 مايو 2022 لدى الإدارة المركزية لوزارة التنمية الحيوانية ومندوبياتها الجهوية في الولايات الداخلية.
وشكر معالي الوزير كلا من البنك الوطني لموريتانيا وبنك الأمانة والبنك الموريتاني للاستثمار على التمويلات التي خصصوها لمشاريع في مجال التنمية الحيوانية بشروط ميسرة.
وإليكم فيما يلي نص الخطاب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحل علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لخطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة معرض تمبدغة للثروة الحيوانية، ذلك الخطاب الذي شكل بداية نهوض لقطاع التنمية الحيوانية وتضمن قرارات هامة استهدفت ترقية وتثمين ثروتنا الحيوانية، حيث أعلن فخامته عن إنشاء صندوق لترقية التنمية الحيوانية، وكذلك إنشاء مؤسستين عموميتين، إحداهما ذات طابع تجاري وصناعي، والأخرى ذات طابع إداري يعهد إليهما بالعمل على تطوير القطاع وعصرنته وتحسين إنتاجه.
وإدراكًا من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للمخاطر التي تتهدد ثروتنا الحيوانية بفعل التغيرات المناخية وتراجع الغطاء النباتي، وجّه بتحسين طرق استفادة المواطنين من نمط التنمية التقليدية القائمة على الانتجاع، وبتطوير تنمية حيوانية عصرية تستفيد مما يتيحه التقدم العلمي من فرص تطوير الانتاج ورفع القيمة المضافة
وتجسدت الإرادة السامية في انشاء قطاع وزاري خاص بالتنمية الحيوانية، شرع بتهيئة النصوص اللازمة ووضع الإطار المؤسسي، وتنفيذ خطط تأخذ بعين الاعتبار واقع القطاع وافاق تطويره.
ففي مجال ترقية القطاع، اكتملت الإجراءات والنصوص الخاصة بتفعيل صندوق ترقية الثروة الحيوانية، وبدأت المؤسسة الموريتانية للمنتجات الحيوانية في العمل.
أما المكتب الوطني للبحوث والتنمية الحيوانية والنظام الرعوي، فقد بدأ في تنفيذ مهامه الجديدة حيث انطلق العمل في حفر وإعادة تأهيل 60 محطة مياه رعوية، كما أطلق في بداية شهر نوفمبر الماضي حملة التحسين الوراثي، من خلال تخصيص فرق متنقلة للتلقيح في مزارع المنمين، فضلا عن فرقه الثابتة في المزارع الخاصة بتحسين السلالات.
وبخصوص الجهود الرامية إلى تحديث نمط التنمية تم التوقيع مع وزارة الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية على اتفاقية تقوم بموجبها الوكالة الوطنية للإحصاء والتحليل الديمغرافي والاقتصادي بإجراء إحصاء عام للثروة الحيوانية، وهو الآن في نهاية المرحلة الأولى المخصصة للتحضير وإعداد الاستبيانات.
وسيمكن هذا الإحصاء من الحصول على معطيات دقيقة تساهم في وضع سياسات ناجعة للقطاع.
وفيما يتعلق بتمويل مشاريع التنمية الحيوانية، وتنفيذا لما ورد في خطاب تمبدغة، تم التوقيع على اتفاقيات تمويل مع القطاع الخاص الموريتاني، واغتنم هذه الفرصة لأشكر كلا من البنك الوطني لموريتانيا وبنك الأمانة والبنك الموريتاني للاستثمار على التمويلات التي خصصوها لمشاريع في مجال التنمية الحيوانية بشروط ميسرة.
ونعلن اليوم عن إطلاق برنامج “مشروع المنمي” وأدعوكم لمتابعة إعلانه عبر هذا الفيديو.
وفي إطار التمويلات الخارجية الموجهة للقطاع تم في نوفمبر الماضي تخصيص ست (6) مليارات و72 مليون اوقية قديمة لمشاريع التنمية الحيوانية خلال الطاولة المستديرة لتنمية ولاية الحوض الشرقي.
كما قامت الحكومة الموريتانية، بتوقيع عدة اتفاقيات إطار واتفاقيات شراكة مع عدد من المستثمرين الوطنيين والأجانب من أجل الاستثمار في القطاع.
أيها الجمع الكريم
ندرك جيدا حجم الظرف الصعب الذي يعيشه المنمي، بسبب العجر الذي حصل في حجم التساقطات المطرية خلال الموسم الماضي، ونقص الكتلة الرعوية في البلاد، ولقد أعددنا مبكرا خطة لمواجهة انعكاسات هذه الوضعية، تم إقرارها من طرف الحكومة، وقد وصلت الكميات الأولى من الأعلاف إلى العاصمة نواكشوط بداية شهر فبراير الماضي، وتم نقلها فورًا إلى جميع المقاطعات داخل البلاد.
وتشمل مكونات الخطة، إلى جانب الأعلاف، إنشاء 25 محطة مياه رعوية وتوفير مكملات غذائية وأدوية بيطرية.
وفي مجال النظام الرعوي أنجز القطاع 41 محطة مياه رعوية، و77 بئر ا رعوية، كما يجري العمل على إعداد مخطط رعوي وعلى إنشاء ممرات لتسهيل ولوج المواشي إلى المراعي في بعض المناطق النائية.
ووعيا بأهمية التغذية الحيوانية، وما تسببه الظروف والتقلبات المناخية من شح في المراعي نعمل على دعم زراعة الأعلاف حيث تم توقيع 4 اتفاقيات مع خصوصيين لزراعة 360 هكتارا، وزراعة مساحات أصغر في 28 موقعا، وقد بدأت الاشغال في بعض المواقع وبدأ إنتاجها بالفعل.
وفي مجال الصحة الحيوانية، تم خلال العام الحالي تخصيص 68 فرقة لتحصين 2.2 مليون رأس من الأبقار و5 مليون رأس من الأغنام ضد أخطر الأمراض الوبائية.
كما تم تشييد 150 حظيرة للتلقيح، انتهت الاشغال في 133 منها ويجري العمل على استكمال 17 حظيرة أخرى، وتم إنجاز 25 نقطة صحية، وتم تجهيز 21 نقطة أخرى داخل البلاد.
وفي مجال تنمية الشعب الحيوانية، بدأت الأشغال في خمسة مزارع نموذجية جديدة متعددة الوظائف، كما يجري التعاون مع مركز التدريب على تقنيات التنمية الحيوانية في اديني من أجل تعميم تجربته في عدة مناطق من البلاد.
وفي مجال البنى التحتية، تم خلال العامين الماضيين إنشاء 15 مسلخة جديدة، كما تم بناء 16 سوقا للمواشي، في الولايات الداخلية.
وفي نفس الإطار تم الاتفاق مع الشركة العربية للحوم على إنشاء وحدة لتسمين المواشي، وبناء مسلخ صناعي في مقاطعة واد الناقة مما سيوفر 150 فرصة عمل مباشرة و200 وظيفة غير مباشرة.
وفيما يتعلق بالألبان، تم إنجاز 25 وحدة صغيرة لمعالجة الألبان، في مناطق مختلفة من البلاد، ويجري العمل حاليا على إعادة هيكلة الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان في النعمة، من أجل تحويلها إلى شركة صناعية ذات طابع تجاري صرف، بحيث تعتمد نظاما تتوفر فيه شروط المردودية والاستدامة، وذلك بإشراك القطاع الخاص.
أما ما يتعلق بشعبة الدواجن، فقد تم القيام بإحصاء شامل للمداجن في نواكشوط من أجل تنظيمها، فيما تم إنشاء 55 مدجنة قروية وبرمجة 60 مدجنة أخرى.
أيها السادة والسيدات… أيها الجمع الكريم
تهدف هذه الأيام المفتوحة حول قطاع التنمية الحيوانية في موريتانيا، التي نلتقي في إطارها اليوم، إلى تعزيز المكتسبات وتسليط الضوء على المراحل التي تم قطعها من أجل النهوض بالقطاع، وتتضمن ملتقى لتبادل الآراء حول واقع القطاع وآفاقه وكذا فرص الاستثمار فيه، وذلك بمشاركة العديد من المسؤولين والخبراء والمستثمرين والفاعلين.
كما تتضمن هذه الأيام معرضا للمنتجات والخدمات والتقنيات الجديدة المتعلقة بالتنمية الحيوانية.
وستشكل هذه الأيام فرصة لتبادل التجارب والخبرات ووضع تشخيصات تشاركية لواقع القطاع وتقديم تصورات موضوعية لمسارات تطوير وترقية ثروتنا الحيوانية، وتفعيل دورها في الجهد التنموي الشامل الذي تشهده البلاد.
أيها السادة والسيدات، أيها الجمع الكريم
إن المقدرات الكبيرة التي يتوفر عليها هذا القطاع تفتح آفاقا رحبة للنهوض بالتنمية الحيوانية.
وإنني أدعو جميع الفاعلين الاقتصاديين إلى الاستثمار في هذا القطاع الواعد وإلى المساهمة الفعالة في الرفع من مستوي انتاجيته، خاصة وأن الحكومة الموريتانية منحته شروطا تفضيلية في مدونة الاستثمار، وذلك من خلال تخفيض سقف الاستثمار الذي يحصل بموجبه المستثمر على مزايا وحوافز جمركية وضريبية، حيث أن هذا المبلغ في قطاع التنمية الحيوانية لا يتجاوز مائة مليون أوقية جديدة فقط، فيما يصل ضعفه خمس مرات في قطاعات أخرى على سبيل المثال.
وفي الأخير، يسعدني، أن أرحب بضيوفنا الكرام من مسؤولين ومستثمرين وخبراء قدموا من بعض الدول الصديقة والشقيقة، وأشكرهم على حضورهم ومشاركتهم معنا، كما أشكر جميع المشاركين في هذه الأيام، والشكر موصول لكل من ساهم في انجاح هذه التظاهرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.