عقد معالي وزير التنمية الحيوانية السيد محمد ولد أسويدات، صباح اليوم، في مباني دار الشباب بسيلبابي اجتماعا مع المنمين والفاعلين في مجال التنمية الحيوانية والهيئات المهنية ذات الصلة على مستوى ولاية كيدماغه.
وشكر معالي الوزير في بداية كلمته أطر ووجهاء ومنتخبي ومنمي كيدماغه على الاستقبال الحار الذي خصصوه له والوفد المرافق له وأضاف أنه سعيد جدا بالوجود مع وفد كبير من القطاع في هذه الولاية الزراعية الرعوية المضيافة وسعيد أيضا بالتناغم المثالي هنا بين المزارع والمنمي وما يعكس ذلك من روح الإخاء والود والتعايش بين أفراد الشعب الواحد.
وقال السيد الوزير إنه جاء للتحدث عن حصيلة العمل المنجز وعن الاستراتيجيات والمقاربات المعتمدة لتجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية المعلنة في تمبدغه، وجاء أيضا للاستماع لمشاكل المنمين والمعوقات التي تعترضهم، وأيضا الاطلاع على واقع التنمية الحيوانية في كيدماغه.
وذكر وزير التنمية الحيوانية بأن الانطلاقة لعمل القطاع كانت من تمبدغه بعد خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والذي أعلن فيه عن رؤيته لتثمين قطاع الثروة الحيوانية وتطويره. وقال إن الإصلاحات شملت إنشاء صندوق لتمويل التنمية الحيوانية ومؤسسة لتطوير المنتجات الحيوانية وأخرى لإدارة المجال الرعوي.
وأضاف معالي الوزير أن القطاع كلف الموريتانية للمنتجات الحيوانية بإعداد وتصميم وتنفيذ أربعة مشاريع هيكلية وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص ومنها مركب كبير للمسالخ في نواكشوط، مشروع للأعلاف الخضراء بطاقة ٢٠,٠٠٠ طن بولاية لبراكنه، وشركة لدباغة الجلود ومشتقات الذبح.
وفيما يخص تمويل المبادرات في قطاع التنمية الحيوانية- يقول السيد الوزير-ربما لاحظتم تأخر الإعلان عن القروض التي تعهدت بها ثلاثة بنوك، ومرد ذلك-يضيف السيد الوزير-هو حرص القطاع على إشراك المنمين الصغار في القرض، وقد مكن هذا المجهود من تخصيص ٩٠٠ مليون أوقية لهم من القرض الإجمالي البالغ ٣ مليارات أوقية قديمة، وليس هذا فقط فقد تنازل أحد البنوك عن الشروط الخاصة بالضمان ل ٣٠٠ مليون أوقية قديمة وهو ما يمثل نسبة ٣٠ ٪ من القرض الخاص بالمنمين الصغار.
وتحدث السيد الوزير كذلك عن مشاريع مستقبلية ينوي القطاع إطلاقها في المدى القريب ومنها مشروع تثمين المقدرات الرعوية الطبيعية ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء أقطاب تنموية مزودة بآبار ونقاط صحة بيطرية وطاقة شمسية، ومستوعات كبيرة لحفظ الأعلاف وذلك من أجل التقليل من الانتجاع خارج الحدود وتخفيف الضغط على المراعي في الشريط الملاصق للحدود مع مالي.
ومن المشاريع كذلك السعي إلى تطوير تقنية تربية المواشي ويهدف المشروع إلى إحياء ودعم الإنتاج الأسري في مجال تربية المجترات الصغيرة ويعمل المشروع على جانبين. الجانب الأول تآزر تنوي استبدال التوزيعات النقدية بتوزيع رؤوس من الماشية على الأسر، وتعتزم الاتفاق مع الوزارة لشراء الماشية، والثاني الوزارة تتفق مع تجمعات المنمين لشراء الرؤوس المطلوبة مع مواكبة للمنمين في الصحة الحيوانية.
كما تكلم السيد الوزير عن الإطار الوطني للتشاور والشراكة والذي وافقت الحكومة على استحداثه ومشروع تعزيز قدرات الفاعلين في مجال التنمية الحيوانية وذلك ليتمكنوا من تمثيل أوسع للمنمين ومن الحضور أيضا في مناطق البلد، مما يزيد من مصداقيتهم وقدرتهم على الحصول التمويل من البنوك والهيئات التمويلية المختلفة.
وكان عمدة سيلبابي السيد محمد فال ولد مكحله قد افتتح الاجتماع ورحب بالوزير والوفد المرافق وقال إن التساقطات المطرية المسجلة لغاية اللحظة تبشر بموسم خريف ورعي واعد. وشكر الحكومة والسيد الرئيس على استحداث الوزارة وهو ما يساعد في تركيز الجهود ومساعدة المنمين والفاعلين في مجال التنمية الحيوانية.
وتكلم رئيس جهة كيدماغه الدكتور إيسا كوليبالي وقال إنه باسمه واسم سكان كيدماغه يرحب الوزير والوفد المرافق، وأضاف رئيس الجهة إنه نظرا إلى إن الولاية نقطة تجمع كبيرة للماشية فإن الحاجة ماسة إلى تعزيز المصادر البشرية وزيادة مراكز العناية الصحية البيطرية وحفر المزيد من الآبار الرعوية.
وتنوعت مداخلات المنمين ومشاغلهم وطلب أحد ممثلي الروابط المهنية المحلية بإنشاء بنك وطني للمنمي، وتكلم آخر عن نقص الكادر البشري في المراكز المقاطعية المختلفة وغياب البنية التحتية، وطلبت إحدى المنميات العمل على حضور المرأة في أنشطة وتدخلات الوزارة على مستوى كيدماغه، وأثار آخر التدهور في الاحتياطات الرعوية في بعض المناطق.
وشكر صاحب المعالي وزير التنمية الحيوانية المنمين على مداخلاتهم والتي تعبر عن اهتمامهم بقطاع التنمية الحيوانية. وقال إن القطاع سيطلق في غضون أسابيع ورشات عملية لتجسيد المقاربات التي ذكرها في عرضه، ومن هذه الورشات الإحصاء العام للمواشي وإعداد استراتيجتين للصحة الحيواية والتحسين الوراثي، ومن المشاريع المحلية التي سترى النور قريبا مركز لتجميع الألبان بالقرب من سيلبابي ومركب لتجميع الجلود ومزرعة مندمجة للألبان. وأعطى السيد الوزير أجوبة مباشرة وشاملة لكل الأسئلة المثارة وعاد من جديد لشكر المنمين وتجمعاتهم وروابطهم والمهمة يختم السيد الوزير هي تجسيد البرنامج الطموح لصاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وهو ما نمد لكم اليد لجعله واقعا في المستقبل القريب إن شاء الله.